Admin Admin
المساهمات : 158 تاريخ التسجيل : 09/11/2010 العمر : 34 الموقع : حضن يسوع
| موضوع: تأمل بسيط في نظام هذا الكون الجمعة نوفمبر 26, 2010 6:30 am | |
| تأمل بسيط في نظام هذا الكون
أيها الإنسان ( الكون ) ! ألستَ قسيم الكون ؟ وهل يُعقل الكون إلا بك ؟ وهل ينطق إلا بك ؟ وهل يذلَّل الكون -بإذن مكون الأكوان- إلا لك . إياك أن تزعم أنك جرم صغير، ففيك انطوى العالم الأكبر . لقد صنعك الله بيده . على مثاله ايضاً . فأنت من الروح جئت، وبالروح تعيش، وبها تصنع كل أمجادك . فالروح قبل العقل وقبل الجسد، كما أن العقل قبل المادة . وعندما تذهب منك الروح صاعدة إلى ربها ينتهي كل شيء فيك على الارض . تمضي الحضارة إلى مرحلة العقل وتدخل عالم الأشياء . أما في مرحلة الروح فالغايات قبل الوسائل، والعام قبل الخاص، والمعاني فوق المباني، والأخلاق والمثل والأشواق العليا فوق القوانين، وفوق المعادلات الدنيوية الوضعية . حتى لو كانت هذه المعادلات في إطار العدل، فالحبّ والرحمة فوق العدل، دون إلغاء العدل .
دع الروح تعمل فيك متعانقةً مع الوحي . لأنك -بهما- تصل إلى "إنسانيتك"، وبهما تنطلق إنسانيتك من إسارها فتتفجّر حكمة ونورا . لسوف يضاء المصباح في داخلك، سيلتقي فيك الغيب والقداسة، ستنطلق حواسك إلى مناراتها لتضيء جوانب كونك الداخلي، وإشعاعاتك الخارجية . هنا قد تتحقق فيك بعض الومضات النورانية الربانية . وقد يلتقي فيك النور : نور الغيب ونورالقداسة . كما بعض ابائنا رأوا النور الذي هو الرب يسوع . ( . يعني شافوه بالنور ) .. سوف يدخل المصباح إلى مشكاتك . فلا تستطيع القداسة الواردة إليك أن تطفئ نور الغيب، ولا يستطيع الغيب الكامن فيك أن يشلّ فاعلية القداسة، بل إنك سترى الأشياء على حقيقتها، لأنك سترى بنور البصر والبصيرة، وبالروح والعقل والمحسوس معاً . فكل الطاقات ستتفتّح، كما تتفتح الزهور في الربيع . وسوف يفوح منك عطر الإنسانية الربانية . سيتحرك قلبك .. ولسوف تعجب أن هناك ناساً ?لهم قلوب متحجرة لا ترى?، وستبصر عينك الأشياء وما وراء الأشياء، وسيذهلك أن هناك ناساً ?لهم اعين ولا يبصرون كما قال الرب? . وستلتقط آذانك كل أنغام الترانيم المبثوثة في "سيمفونية الكون" فتعرف معنى حفيف الأشجار، وخرير الأنهار والبحار، وقطرات الأمطار، بل ربما تفهم منطق الطير، ليس بالشعور السليمانيّ الساطع، بل باللاشعور الوجداني الخافت . وسوف تدرك أن موسيقى الكون لا تتناشز، بل تتناغم، حتى مع العواصف والرياح . فلكلّ دورُه، ولكلّ إيقاعه ودلالته . وما يظنه بعضهم من تناقض ونشاز إنما يعود إلى أنهم لم يعرفوا جيدا ولم يستمعوا جيدا لتعاليم الرب .. | |
|