Admin Admin
المساهمات : 158 تاريخ التسجيل : 09/11/2010 العمر : 34 الموقع : حضن يسوع
| موضوع: مانتعلمه من الاطفال بقلم قداسة البابا شنودة 21112010 الجمعة نوفمبر 26, 2010 3:23 am | |
| مانتعلمه من الاطفال بقلم قداسة البابا شنودة 21\11\2010
مانتعلمه من الاطفال
بقلم قداسة البابا شنودة
21\11\2010
يبدو عنوان المقال غريبا، فنحن لا نتعلم من الأطفال وإنما نعلمهم. ولكننى لا أقصد من جهة العقل. وإنما ما نتعلمه من الأطفال من
جهة القلب، والروح الطيبة، والنفسية الصافية، والطباع. والمقصود بلاشك ما نتعلمه من الطفل
السوي، وليس الذى ولد بميول أو طباع منحرفة، سواء من جهة الوراثة أو لأسباب أخرى ... فما هو إذن ما ينبغى أن نتعلمه من الأطفال؟
أول ما نتعلمه منهم: البراءة والبساطة. فالطفل يولد بريئا ، ويعيش فترة طفولته فئ برائة. إنه لا يعرف شرا بل لا يعرف أى نوع من الشرور. لا يعرف الخبث ولا المكر ولا الكراهية. وكل هذه من .طباع الكبار التى قد يغرسونها فيه حينما يكبر، للاسف الشديد . وهو لا خبرة له أيضا للشر. وبراءة الطفل أصبحت مثلا عند الناس. وكما قال نزار القبانى على الشخص الذى يحاول أن يتظاهر بالبراءة: اليوم عاد كأن شيئأ لم يكن وبراءة الأطفال فى عينيه نعم، إن الخداع ليس من طبيعة الأطفال وانما هو من طبع بعض الكبار. ونحن حينما نتكلم عن براءة الأطفال حينما نقول: إن لهم الفكر البرئ والمشاعر البريئة. ولأنهم لا خبرة لهم بالشر، لذلك لآ يخجلون مما يخجل منه الكبار.
ومن الصفات الجميلة عند الطفل أنه يحب المعرفة والتعليم. وهو يسال ويريد أن يعرف. ولا يخجل من السؤال والإقرار بعدم المعرفة. وهو يقبل التعليم، وعن طريقه ينمو فى المعرفة يوما بعد يوم. أما الكبار فقد يمنعهم عن التعلم: إما كبرياء لا تريد أن تظهر أنها لا تعرف. أو يمنعهم الخجل من السؤال، أو يمنعهم الاكتفاء بما هم فيه من معرفة. وكلما كبر الإنسان فى سنه أو فى مركزه، فقد يخجل أيضا من
التعلم. وهو لايتدرب على المعرفة با لا يخطئ أثناء تدربه. أما الطفل فإنه أقدر على تعلم كل شيء. فهو مثلا أقدر على تعلم إللغة من كبار السن. لأنه لا يخجل من أن ينطق ولو نطقا خاطئا يصححه له معلمه. بينما الكبير لا يفعل ذلك. وأنت يا أخى القارئ حاول أن تتشبه بنمو الأطفال فى المعرفة. وأقصد المعرفة النافعة لك. ومادمت قد كبرت فى السن، أمامك ألوان أساسية فى المعرفة غير ما يسقى إليه الطفل. عليك مثلا أن تعرف نفسك، وأن تعرف الله، وتعرف الحق، وتعرف الطريق السليم الذى يوصلك. وليكن لك التواضع الذى به تسأل وتطلب المعرفة، دون أن تخجل. ولا تتظاهر فى كل شئ بأنك تعرف ودون ان تكون حكيما في عيني نفسك ان الطفل يرتفع عن هذا المستوى. ويسأل باستمرار. ولا يشعر أن السؤال يخدش كرامته. فالطفل مرتفع عن مستوي هذا الاهتمام الضخم للكرامة
من صفات الطفل أنه دائم النمو. فهو ينمو دائما فى القامة، كما ينمو فى المعرفة، وهو ينمو في اشياء كثيرة فمن جهة القامة يصل الكبار إلى حد معين لا تنمو فيه قامتهم. ولكنهم من جهة النمو عليهم أن ينمو فى مجالات أخرى ينبغى أن يمار سوها . ومنها النمو فى الروح والعقل، وفى المعرفة وفى الحكمة، وفى كل فضيلة وعمل صالح. إذن حاولوا أن تتعلموا من الأطفال فضيلة النمو، فى المجالات المتاحة لكم. من صفات الطفل أيضا الصدق، وعدم الشك. فهو يقول الصدق باستمرار، إلا إذا خاف من عقوبة الكبار. لذلك على الكبار أن يطمئنوه باستمرار، ولا يصح أن يلجأ وا إلى العقوبة فى كل شيء إنما بالإرشاد بدلا من العقوبة وهكذا ينزعون منه عامل الخوف الذى يكون جديدا عليه، وبالتالى يثبتونه فى الصدق الذى هو طبيعته. من طبيعة الطفل أيضا أنه يثق ولا يشك. إلا إذا
خدعه الكبار، فيبدأ يشك. أما الشك فهو إذن دخيل علي طبيعته النقية. هل يستطيع الكبار أن تتنقى طبيعتم من الشك؟ أم أن فلإسفتهم يقولون إن الشك هو الطريق إلى المعرفة! وبهذا يعلمون الأطفال والشك أيضا . يعجبنى فى الطفل أيضا صفة البشاشة. فهو باستمرار بشوش ويحب البشاشة. يحب المرح، ويحب أن يضحك، ومحب من يضحكه. إنه لا يحمل أمور الدنيا فوق كتفيه كما يفعل الكبار. ولا يفكر فى مشاكل اليوم ولا مشاكل الغد ولا هموم المستقبل. بل يعيش باستمرار فى سلام قلبى لا يعرفه الكبار. بل هو لا يعرف كلمة مشكلة ، إنها لم تدخل فى مفردات قاموسه اللغوى بعد . وان حدث وصادفه شيء من الضيق، يلقى كل ذلك على أبيه وأمه، ويستمر فى نقاوة قلبه من الضيق. وحتي فى أشد الأ وقات خطورة، تجد البيت كلا منزعجا ومتوترا ومتوقعا شرا ، ما عدا الطفل. فليتك يا أخى القارئ تتشبه بما يحمله الأطفال من هدوء ومن سلام قلبى ومن فمه. وإن صادفتك مشكلة، فحاول أن تحتفظ بهدؤك، واشعر بان لها حلولا. إن لم تقدر عليها ، فإن الله . تبارك اسمه . هو حلال المشاكل. من صفات الطفل الجميلة أيضا أنه لا يحمل حقدا . قد يوجد ما يغضبه أو يضايقه أو يحزنه. ولكن هذا كله يأخذ وقته وينتهي، دون أن يخزنه فى قلبه أو في مشاعره كما يفعل الكبار وما أسرع أن يتصافي ويلعب مع طفل اخر كان يتعارك معه منذ لحظات. فالطفل سريع التصالح. وقد يضربه أبوه أو أمه. وبسرعة يأتى فيرتمى فى حضنهما . وفى عطفهما ينسى كل ما حدث. والطفل يتميز بعمق الإيمان ويقبل كل حقائق الإيمان. دون أدنى شك. إنه يولد مؤمنا . نقول له نصلي، فيصلي. قل يارب، فيقول، دون أن يسأل من هو اللة؟ وما هى السماء؟ ومع كل ذلك أسمع من بعض الأمهات الشكوى من شقاوة الأطفال، إن ما يسمى بكلمة شقاوة هو نوع من . نشاط للطفل الذى يريد أن يتحرك ويجرى ويتكلم. وعلى الرغم من كل ما قلناه قد يوجد للطفل بعض الأخطاء مما يترسب فيه من البيئة ومن تربية خاطئة. أما طبيعة الطفل الفاضلة فهى أمثولة طيبة وقدوة صالحة للكبار. | |
|