Admin Admin
المساهمات : 158 تاريخ التسجيل : 09/11/2010 العمر : 34 الموقع : حضن يسوع
| موضوع: بستان التائبين ........ الجمعة نوفمبر 26, 2010 2:55 am | |
| اعترافات لص أنا أحد اللصوص العتاه فى الاٍجرام .. لا أتورع عن ارتكاب أى شيئ فى سبيل ىالحصول على المال .. فكرت أنا وعصابتى فى سرقه دير للراهبات بالقرب من بريه شيهيت .. كان الدير عظيما له أسوار عاليه لايمكن اختراقها .. تفتق ذهنى عن خطه هى اننى أتنكر فى زى راهب وأدخل الدير ..كنت أسمع عن راهب اسمه دانيال الاٍسقيطى.. يقولون عنه قديس .. لا أعرف ماذا تعنى كلمه قديس .. المهم أحضرت زى راهب وأخفيت رأسى بشال .. اختبأ زملائى خلف سور الدير وفى المساء قرعت جرس الباب وقلت للراهبه بالبوابه بصوت خافت وأنا اتكئ على عصاى كما يفعل الرهبان .. اخبرى الأم الرئيسه بأنى المسكين دانيال الاٍسقيطى من شيهيت وأطلب المساح بالبقاء باكنيسه حتى الصباح لأنى لم أتمكن من الوصول لديرى. جاءت الأم الرئيسه والراهبات بفرح وضربن لى المطانيات ظنا منهن اننى القديس العظيم الأنبا دانيال الاٍسقيطى.. أخذن ماء فى مغسل وغسلن رجلى كعاده الرهبان مع الضيوف.. أحضرت الراهبات راهبه عمياء وطلبن منى أن أسمح لها بأن تغسل عينيها من ماء رجلى .. سخرت منهن فى عقلى .. لكنى اصتنعت التواضع وبصوت خفيض سمحت لهن وزياده فى اتقان التمثيليه قمت برشم علامه الصليب على الراهبه العمياء .. وفوجئت مع الراهبات بالراهبه العمياء تنفتح عيناها وتبصر بمجرد ان غسلتهما بماء المغسل .. بدأت الراهبات يصرخن من شده الذهول ويقبلن يدى وقدمى ويقلن ياأبانا القديس دانيال مباركه هى الساعه التى دخلت فيها الينا .. أما أنا فشعرت برعب عظيم وبدأت أصرخ واقول .. ويل لى أنا اللص الحقير فقد جئت لأسرق الدير .. لكن الراهبات اعتقدن ان هذا زياده اتضاع منى وبدأن يقبلن قدمى أكثر فأكثر وأنا اولول وأقول أنا لص .. وبجهد كبير اقنعتهن اننى لص حقير .. وظللت ابكى وظلت الراهبات تبكى معى الى ان لاح ضوء الفجر .. خرجت الى اصدقائى خارج الدير فهجموا على وطلبوا منى ان اقتسم معهم المسروقات ولما لم يجدوا معى اى مسروقات ضربونى وكسروا أسنانى واسالوا دمى وتركونى وحدى خارج الدير ومضوا. تحاملت على نفسى وظللت اسير فى البريه الى ان وصلت للقديس الحقيقى دانيال الاسقيطى وأخبرته بما حدث بدير الراهبات .. وياللعجب وجدته يعرف كل ماحدث لى بذلك الدير .. احنيت رأسى وسقطت على وجهى وقبلت الارض بين يدى القديس العظيم وقدمت للرب التوبه فقبلنى الرب .. وهاأنا الآن راهبا مع القديس العظيم الأنبا دانيال الأٍسقيطى.
( من كتاب بستان التائبين للمتنيح القمص شاروبيم يعقوب كاهن كنيسه رئيس الملائكه ميخائيل بالمنصوره )
الجاحد أنا وابنه الكاهن الوثنى
بعد سنوات من حياتى الرهبانيه . دخل الفتور قلبى فكنت أهرب من أب اعترافى ..واهمل ممارساتى الروحيه واتعلل بشتى الحجج والمعاذير حتى لا اشارك اخوتى الصلاه .. ونزلت درحه درجه من قامتى الروحيه . فى النهايه قررت ترك الدير الى العالم ، ودون أن يرانى أحد تسللت من الدير ووصلت للمدينه الصاخبه .. وبعد فتره بحثت عن عمل أعيش منه فوجدت عملا عند كاهن وثنى رحب بى ترحيبا كبيرا بعد أن عرف اننى كنت راهبا مسيحيا.. فى بيت الوثنى اعجبت بابنته ، وراودتنى فكره الزواج بها ..طلبتها من ابيها الكاهن الوثنى ففرح بى جدا ورحب بى على شرط أن بستشير الهه ( يقصد الوثن الذى به شيطان ) .. عاد الرجل يخبرنى ان الهه وافق على الزواج بشرط أن اجحد المسيح .. وافقت فقد كانت ابنه الرجل جميله جدا .. امام الوثن جحدت مسيحى .. وفى الحال رأيت مايشبه الحمامه البيضاء خرجت من فمي واختفت فى الأعالى وأدركت ان هذا هو الروح القدس الذى حل بى فى المعموديه قد فارقني ... حزنت واغتم قلبى لكن كنت احب ابنه الرجل ..ظللت الح على الرجل ليزوجنى ابنته فقد جحدت مسيحى كما أراد .. فعاد وسأل شيطانه فقال له لقد جحد الراهب مسيحه لكنن ارى المسيح مازال يحبه .. زوجه ابنتك بسرعه حتى يفارقه مسيحه .. أخبرنى الرجل بذلك فاستيقظ ضميرى وتبكت وانقلبت علىَِِ أوجاع نفسى وبللت فراشى بدموعى وساخت من الغم عينى حزنا على نفسى التى جحدت المسيح من أجل امرأه ومازال المسيح يحبنى . قبل ضوء الشمس هربت من بيت الرجل الوثنى ورجعت الى الدير وكنت أشعر ان الوفا من الشياطين تعرقل سيرى.. لكنى اتكلت على رحمه مخلصى ومحبته التى تحاصرنى... فى الدير جلست الى أب اعترافى الذى فرح برجوعى .. اعترفت بكل شيئ وأناأبكى بدموع غزيره وبدأ يشجعنى بكلمات معزيه وطلب منى ان نصلى سويا كل يوم .. وكنت اثناء صلاتى اتطلع الى السماء حيث طارت الحمامه البيضاء الجميله من قبل.. بعد فتره رأيت الحمامه ظهرت عاليه جدا ّ .. ففرحت للغايه وأخبرت أبى بما أرى ففرح معى وطلب منى أن نصلى اسبوعا ثانيا وفى نهايته ظهرت الحمامه قريبه منى لكنى لم أستطع الاٍمساك بها .. ولما أخبرت أبى طلب منى أن نصلى أسبوعا ثالثا .. وفى نهايته ظهرت الحمامه فوق رأسى ومن شده فرحى مددت يدى لأمسكها لكنها أسرعت ودخلت فمى .. الى جوفى ومعها سلام الرب يسوع الذى يفوق كل عقل.. ولما أخبرت أبى فرح جدا معى وقال " طوبى للذى غفر اثمه وسترت خطيته.. طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطيه "
آكلى لحوم البشر
أنا خرستفوس..زعيم قبيله من تلك القبائل التى تأكل لحوم البش.. كنت أسير متباهيا وأنا أضع عظام البشر الذين أكلتهم حول عنقى وفى غطاء رأسى الرهيب وكان جسمى ضخما وقويا. .. كنا نقبض على الضحيه وفى أحد أعياد الأوثان كنا نضعها فى قدر كبير مملوء بالماء المغلى بعد ذبحها وسلخها وحولها المشاعل على الأشجار ونحن نضرب الطبول ونشرب الخمور ونرقص ثم نأكل الانسان المسكين فى النهايه . فى يوم أتى رجل اسمه متياس ليبشرنا بالمسيح ، ولكننا قبضنا عليه وقررنا أكله .. لكنه بمعجزه عجيبه شفى أحد شباب القبيله وكان مشرفا على الموت فعفونا عنه .. وبدأ يبين لنا ضلال طريقنا وحدثنا عن محبه الله وخلاص المسيح .. انفتح قلبى مع كثيرين من قبيلتى وتبنا واعتمدنا وصرنا خليقه جديده فى المسيح. نزعت من رأسى وبيتى كل عظام وجماجم البشر الذين أكلناهم وحولنا المعابد الوثنيه الى كنائس تشهد عن الخلاص العجيب. أثار الملك داكيوس الوثنى اضطهادا عظيما ضد المسيحيين وأرسل جنوده لقتلهم فوقعت فى يدهم وامسكونى.. ضربنى الأمير ضربا اليما تذكرت معه آلام سيدى يسوع المسيح وقلت للأمير القاسى: لولا المسيح لأكلتك وماكنت أنت وجنودك تحسبون شيئا أمامى... تعجب الأمير من هذا الكلام فل يكن يعرف اننا أكله لحوم البشر واستفسر عن معنى ماأقول فحدثته عن عمل المسيح فى أنا وباقى القبيله .. لكن الأمير وجنوده وكانوا نحو ثلاثمائه جندى استهزأوا بى وأخذونى ومعى كثيرين الى الملك داكيوس. فى الطريق فرغ الخبز وكدنا نهلك جوعا لطول المسافه ، فتشجعت وصليت على القليل المتبقى منه .. فبارك الرب فيه كما بارك فى الخمس خبزات والسمكتين .. اندهش الأمير وجنوده من هذه المعجزه التى حدثت أمام أعينهم فآمنوا بالمسيح وصار فى هذا اليوم فرحا عظيما .. وكان الأمير طول الطريق يطلب منى أن اسامحه على مافعل بى وكنت أشدده واعلمه أكثر عن المسيح.. حقا كانت رحله عجيبه .. الى أن وصلنا الى الملك داكيوس الذى ارتعب من ضخامه جسدى .. بدأ الملك اساليبه فى التعذيب حتى اترك مسيحى .. حيسنى أولا فى حجره وحيدا مع امرأتين شريرتين بدأتا فى اغرائى بالخطيه.. صليت الى مسيحى كى يحفظنى من الخطيه .. كلمت المرأتين عن المسيح وعن الدينونه القادمه فعمل الرب فيهما وتابتا وآمنتا ففرحت لنجاتى من الخطيه ونجاتهما ويمانهما بالمسيح .. ثار الملك عندما علم بايمان المرأتين وبأننى لم أسقط فى الخطيه .. أمر بضربى بالسياط الموجعه.. احرقنى فى النار لكن كان الرب ينجينى من فى كل مره الى أن أمر أخيرا بقطع رأسى ...
وتتذكرنى الكنيسه المقدسه فى اليوم الثانى من شهر برموده المبارك .
بطرس العابد
بطرس عديم الرحمه .. كان اسمى أولا .. ولكن نعمه المسيح غيرته .. بل غيرتنى الى بطرس العابد .. ولكن كيف سأرو لك قصتى : كنت غنيا وبخيلا جدا ، لاتعرف الرحمه طريقها الى قلبى ، وكان أكثر الناس كراهيه الى قلبى هم الفقراء. جاءنى أحد الفقراء يوم ما وأنا أقف أمام عمالى وهم يخبزون .. وطلب رغيفا ، فلم ألتفت اليه ونهرته .. ولكن تحت الحاح الفقير امسكت برغيف خارجا لتوه من الفرن الحامى والقيته فى وجه الفقير صارخا فيه ان يبعد .. فأخذ الفقير رغيف الخبز ومضى متألما وشاكرا. فى الليل على فراشى رأيت رؤيا عجيبه.. رأيت كأنى فى الدينونه الأخيره .. وميزانا عظيما يمسكه رئيس الملائكه.. جاءت جماعه وجوهها سوداء رهيبه ووضعوا فى الكفه اليسرى للميزان اعمالى الشريره فمال الميزان بشده للناحيه اليسرى .. فأعمالى الشريره كانت كثيره جدا .. ثم أتت جماعه نورانيه وتحيروا اذ لم يجدوا لى شيئا حسنا يضعونه فى الكقه اليمنى فقال رئيس الملائكه .. ألا يوجد شيئ من الخير صنعه هذا الرجل فى حياته لنضعه له.. حينئذ تقدم ملاك ووضع رغيف الخبز الذى ألقيته فى وجه الفقير فى الكفه اليمنى.. وقال : لم نجد سوى هذا... استيقظت من الرؤيا الرهيبه وصرخت قائلا ويل لك يابطرس عديم الرحمه.. فقد هلكت. اسرعت الى الكنيسه وهناك قدمت توبه أمينه لمسيحى .. فملأنى الرب بحب عجيب للفقراء حتى اننى فتحت أبوابى للفقراء حتى صرت أنا فقيرا ... ولما اشتهرت بين الناس هربت الى بريه القديس أنبا مقار وترهبت هناك ، وقد أكرمنى الله بأن عرفنى يوم انتقالى الى السماء مع فادى الحنون .. وتتذكرنى الكنيسه يوم 25 طوبه وهى تدعونى بطرس العابد.
الريكوردر
الحب الحقيقى هو ثمر الروح القدس فى القلب .. والحب الحقيقى لأى انسان يكون سبب بركه لأن المحبه لا تصنع شرا.. كنت اعرف أصدقاء أردياء تعلمت منهم أشياء قبيحه كنت امارسها فى حياتى دون أدنى احساس بالندم .. استسلمت لحب فتاه بطريقه بعيده عن الحب الحقيقى .. قادتنى هذه العلاقه الى امور غايه فى القبح ففقدت تفوقى وتعطلت عن دراستى ... أقامت الكنيسه نهضه روحيه ، فطلب منى أبى أن اسجل العظه ليسمعها وهو على كرسيه المتحرك.. كانت العظه عن الغفران الالهى ومحبه الرب يسوع للخطاه ، لم أنتبه للعظه اذ انشغلت بعمليه التسجيل والتفكير فى فتاتى. فى المنزل وضعت الشريط في الريكوردر وادرته ليسمع أبى العظه.. فطلب منى أن أجلس الى جواره .. ولما كنت أحب أبى جدا أطعته وجلست استمع الى العظه معه..لمست العظه قلبى وحاصرتنى محبه المسيح وشعرت بخطيئتى وبحاجتى الى الغفران .. قفزت أمامى علاقتى بالفتاه وشعرت ان العلاقه هى حاجز بينى وبين الله .. صرخت فى داخلى ساعدنى يايسوع.. رفعت عينى الى صوره رب المجد المعلقه بالحجره.. ياربى ماهذا .. ملأنى شعور عجيب بحب عجيب يحيطنى به يسوع فى نلك اللحظه.. قمت فورا من جوار أبى وأخرجت كل مايتعلق بتلك الفتاه من صور مثيره وخطابات مملؤه بكلمات غبيه عن الحب الزائف .. بمعونه يسوع أحرقت كل تلك الصور والخطابات وفى الغد ذهبت الى أب اعترافى وبحت له بكل شيئ.وماان رفع أبى الصليب فوق رأسى حتى أحسست بثقل الخطيه يتدحرج ويسقط وكأن هما ثقيلا انزاح من قلبى .. وعدت أبى الروحى بألا اعود مره أخرى لطريق الخطيه.. قطعت كل صله بأصدقائى الأردياء وبالفتاه وبكل ماكان يربطنى بالخطيه .. مضت حياتى بعد ذلك فى أمان وسلام وشبعت وارتويت من نبع المسيح الملآن. والآن وبعد كل تلك السنين أقول لك ياصديقى ان بيتنا الذى حوى يوم ما الخطيه تحول الى كنيسه باسم العذراء القديسه مريم
شرف الرهبنة
+آتى للأنبا مقاريوس يوما أحد كهنة الأصنام ساجدا له قائلا : " من أجل محبة المسيح عمدنى ورهبنى "
فتعجب الأنبا مقاريوس من ذلك وقال له : اخبرنى كيف جئت بدون وعظ ، فقال له :
كان لنا عيد عظيم ، وقد قمنا بكل ما يلزمنا ، ومازلنا نصلى الى منتصف الليل حتى نام الناس ، وفجأة رايت داخل احد هياكل الأصنام ملكا عظيما (الشيطان) جالسا وعلى راسة تاج جليل وحوله اعوانة الكثيرون فاقبل إليه واحد من غلمانه فقال له الملك : من اين جئت
فأجاب : من المدينة الفلانية ، وقال : واى شئ عملت
قال : القيت فى قلب امراة كلمة صغيرة تكلمت بها الى امراة اخرى لم تستطع احتمالها فأدى ذلك الى قيام مشاجرة كبيرة بين الرجال تسبب عنها قتل كثيرين فى يوم واحد .
فقال الملك : ابعدوه عنى لأنه لم يعمل شئ .
فقدموا له واحد اخر فقال له : من اين أقبلت قال : من بلاد الهند .
قال : وماذا عملت
اجاب وقال : دخلت دارا فوجدت نارا قد وقعت من يد صبى فأحرقت النار الدار فوضعت فى قلب شخص ان يتهم شخصا اخر وشهد عليه كثيرون زورا بانه هو الذى احرقها
قال : فى اى وقت فعلت ذلك .... قال : فى نصف الليل
فقال الملك : ابعدوه عنى خارجا . ثم قدموا إليه ثالثا ، فقال له : من اين جئت
أجاب وقال : كنت فى البحر واقمت حربا بين بعض الناس فغرقت سفن وتطورت الى حرب عظيمة ئم جئت لأخبرك ....... فقال الملك : أبعدوه عنى .
وقدموا له رابعا وخامسا وهكذا امر بابعادهم جميعا بعد ان وصف كل منهم أنواع الشرور التى قام بها حتى اخر لحظة . الى ان اقبل ايه اخيرا واحد منهم .
فقال له الملك : من أين جئت
فاجابه : من الأسقيط .
قال له : وماذا كنت تعمل هناك
قال : لقد كنت أقاتل راهبا واحدا ولى اليوم أربعون سنة وقد صرعته فى هذه اللحظة وأسقطته فى الزنا وجئت لأخبرك .
فلما سمع الملك ذلك قام منتصبا وقبله ونزع التاج من على رأسه وألبسه اياه واجلسه مكانه ووقف بين يديه وقال : " حقا لقد قمت بعمل عظيم "
فلما رايت انا ذلك يا ابى مقاريوس وقد كنت مختبا فى الهيكل ، قلت فى نفسى : مادام الأمر كذلك فلا يوجد شئ أعظم من الرهبنة . وللوقت خرجت وجئت بين يديك .
فلما سمع الأنبا مقاريوس منه هذا الكلام عمده ورهبنه وكان فى كل حين يقص على الأخوة امر هذا الرجل الذى اصبح بعد ذلك راهبا جليلا .
الكلام الباطل
+ فى أحد الأيام سمع الأنبا باخوميوس أب الشركة احد الأخوة يخاطب صبيا بهزار قائلا : الآن هو أوان العنب ............ ..
فأنتهره الأب قائلا : هوذا أجساد الأنبياء الكذبة قد ماتت ولكن الأرواح التى كانت تحاربهم تطوف بين الناس تلتمس مسكنا فيهم ، وانت الأن لماذا اعطيت للشيطان موضعا كى يتكلم من فمك ، اما سمعت الرسول قائلا : كلمة رديئة لا يجب ان تخرج من أفواهكم بل لتخرج كل كلمة صالحة لبناء الجماعة لكى تعطى السامع نعمة
ألا تعلم ان الكلمة التى قلتها لا تبنى رفيقك بل تهدمه . ولماذا نطقت بها ألم يكتب " نفس بنفس " ألا تعلم ان نفسك تؤخذ عوضا عن نفسه . فأنى الأن اشهد لكم ان كل كلمة بطالة او استهزاء او لعب او مزاح او جهل هذه كلها زنى للنفس . ولكى ابين لكم مقدار غضب الله الذى يكون على ذلك الأنسان الذى يتكلم بالكلام البطال وبكلام الأستهزاء أقول لكم ذلك المثل الآتى :
دعا رجل غنى أناسا الى وليمة لكى يأكلوا ويشربوا ويفرحوا ، وفى أثناء الوليمة قام بعض المتكئين يمزحون فكسروا الأوانى الموجودة فى بيت ذلك الغنى ...
ترى ماذا عمل ذلك الغنى أنه غضب عليهم ووبخهم قائلا : يا عديمى الشكر ، لقد دعوتكم لكى تأكلوا وتشربوا فكيف تمزحون وتكسرون الأوانى هكذا يغضب الرب على أولئك الذين دعاهم لدعوته قائلا لهم " دعوتكم لكى تتوبوا عن خطاياكم وتخلصوا ولكنكم هدمتم نفوسكم ونفوس الذين جمعتهم لى ليخلصوا ، بالضحك والكلام الباطل
نحتاج هذا وذاك
+ قال الأنبا أرسانيوس ( معلم أولاد الملوك ) " كثيرا ما تكلمت وندمت ، واما عن السكوت فما ندمت قط "
حدث مرة أن جاء أخ غريب إلى الإسقيط ليبصر الأنبا أرسانيوس ، فأتى إلى الكنيسة وطلب من الإكليروس أن يروه له ، فقالوا له : « كُلْ كِسرة خبز وبعد ذلك تبصره ». فقال: « لن أتذوق شيئاً حتى أبصره ». فأرسلوا معه أخاً ليرشده إليه لأن قلايته كانت بعيدةً جداً. فلما قرع الباب فتح له فدخل وصليا وجلسا صامتين. فقال الأخ الذي من الكنيسة: « أنا منصرف فصلِّيا من أجلي ». أما الأخ الغريب لما لم يجد له دالةً عند الشيخِ قال: « وأنا منصرف معك كذلك ». فخرجا معا ً. فطلب إليه أن يمضي به إلى قلاية الأنبا موسى الأسود الذي كان أولاً لصاً. فلما أتى إليه قبله بفرحٍ ونيح غربته وصرفه . فقال له الأخ الذي أرشده: « ها قد أريتك اليوناني والمصري، فمن من الاثنين أرضاك » أجابه قائلاً: « أما أنا فأقول إن المصري قد أرضاني ». فلما سمع أحد الإخوة ذلك صلَّى إلى الله قائلاً: « يا رب اكشف لي هذا الأمر، فإن قوماً يهربون من الناسِ من أجلِ اسمك ، وقوماً يقبلونهم من أجلِ اسمك أيضاً. وألح في الصلاة والطلبة ، فتراءت له سفينتان عظيمتان في لُجة البحرِ. ورأى في إحداهما أنبا أرسانيوس وهو يسير سيراً هادئاً وروح الله معه. ورأى في الأخرى أنبا موسى وملائكةُ الله معه وهم يطعمونه شهد العسلِ .
+ نحن بالفعل نحتاج فى عالمنا لهذين النوعين ...
النوع الهادى العابد الصامت المتأمل الروحانى الذى يصلى عنا وعن كل العالم
ونحتاج أيضا النوع المضياف المحب الذى يسمع لنا ويرشدنا فى طريق جهادنا الروحى
ولكنك لا تعرف أيهما أفضل ...
هل الأفضل هو الذى أنحل من الكل ليرتبط بالواحد
ام الذى يحيط بالأخرين ليرشد ويشرح ويفسر
فالأثنين مكملين لبعضهم البعض وإن كان كل منهما له مزاياه وله من يعجب به وبطريقته | |
|